دعاره فى بيوتنا جميعا؟؟؟

من طرف Admin الجمعة مارس 14, 2008 5:06 pm

دعارة في بيوتنا جميعا

"أعطني كأساً وغانية أسخر لك الشعب المصري برمته"، شعارٌ لطالما تفاخر به نابليون قبل احتلال دولة مصر العربية، وبه ادعى انه إذا ما فكر باحتلال هذه البلد لن يحتاج سوى بضعة مغنيات عاريات وبعض زجاجاتٍ من النبيذ الملعون! وبالفعل فهذا ما حدث فقد استطاع دخول تلك البلاد ورجال تلك الأمة يثملون ويتمايلون خلف نهد هذه ووراء ساقي تلك ، وصدق نابليون آنذاك ، لكن أيعيد التاريخ نفسه الآن وعلى نطاق أوسع ؟ فمعظم امتنا باتت تتمايل حتى في بيوتها وراء ما يسمى بالموسيقى الحديثة ، وهل يصدق نابليون هذه المرة ايضاً؟

لا أحد منا يستطيع إنكار حقيقة أن الموسيقى هي غذاء الروح وأنها تلك التي قد تكون وسيلة لتهدئة الفكر والأعصاب في بعض الاحيان ، ولا زلت أذكر ذاك الفنان الشهير الذي اعتقد انه باخ بمقولته " إن أردت أن تحكم على شعب ما فاحكم عليه من خلال فنه وموسيقاه" ، فيا حسرتي على شعبنا العربي اليوم فأي حكم نستطيع إطلاقه على فننا الهابط وأغانينا المحوسبة التي تخلو من كل رقي وحضارة ، فلو كنت قاضياً وكانت هذه الأغاني بشراً ما كنت حكمت عليه بأقل من الإعدام رمياً بالرصاص على مرأى الملايين !

لا يخفى على أحد أن العالم كله قد تحول إلى قرية صغيرة شوارعها محطات التلفزة وغيومها تسبح في فضاء مواقع الإنترنت المتعددة ، وهذا ما أدى ألي أن يطلق العديدون على عصرنا اسم عصر الإعلام فقد بات واضحا انه هو ذاك السلاح الفتاك التي تسخره كل دولة لأهدافها ومساعيها الخفية والمعلنة على حد سواء لكنني لطالما تساءلت في هذه الفترة خصوصا أي مصلحة تكمن خلف عرض أجساد " فناناتنا المحترمات" ؟ وأي فائدة قد تجنيها هذه القناة أو تلك؟ ومن هم مديرو هذه القنوات ؟ ولمن يتبعون؟

لا تتعجبوا أعزائي ولا تثوروا لدعارة في بيتونا جميعا فهذا ما يحدث حقا كل يوم لا وكل ثانية أمام أعيننا واعين أطفالنا – البريئين ، فماذا يحدث بعد ؟ هيفاء أو اليسا أو مليسا ولست ادري إن احفظ أسماءهم جميعا فكل يوم تقتحم الشاشة راقصة جديدة " وعارية " مشروعة جديدة ؟

ماذا يحدث اكثر؟ فهذه بالبكيني تتراقص كالأفعى الرقطاء وحولها عشرات الرجال يتمايلون أيضا وتلك تتلوى على السرير بقميص النوم ولا ينقص سوى أن تخلع كل الملابس الداخلية وتدعو شريكها لينام معها ، ولا ننسى أيضا تلك التي تمتص الحلوى بطريقة مبتذلة لتخبر الساذج منا أنها تقوم بإيحاءات جنسية بلهاء فماذا يحدث بعد؟ أليست هذه دعارة ؟ أليست هذه مدعاة للأخلاق الفاسدة لا والادهى من ذلك أننا لا نستطيع أن نمنع أطفالنا من رؤية هذه المشاهد منعا باتا فهي في بيوتنا جميعا وعلى شاشتنا جميعا وأمام الملايين فأي مستقبل سيكون لهذه الأمة إن كان أطفالنا أنفسهم باتوا يتغنون " ببوس الواوا" و"واو أح" ؟

أنا لا أنكر أن حقوق الإنسان على مختلف أنواعها هي من أهم الحقوق ، وطبعا فحرية التعبير والإعلام جزء لا يتجزأ من هذه الحقوق ، لكنني أتساءل أمعني الحرية بات يتلخص بالبكيني والفن الهابط؟ وأشد ما يقهرني أني لا أستطيع تحديد هذه المشاهد بإطار أغنية فهي لا تحمل كلاماً ولا لحناً ولا حتى توزيعاً راقياً لا يبعث سوى على هز الخصر والهاء الفكر والعقل ..الكلام باتَ لا يعلو عن مستوى الشارع واللحن صار يبعث على حركات يطيب للقرد أن يرقص على أنغامها أحيانا ، فهل هذا ما وصلنا إليه؟ وهل هذا ما نطمح إليه؟ لم يعد ينقص سوى أن يظهر في ختام الأغنية رقم هاتف " المغنية" ورقم غرفتها ..وأهلاً وسهلاً لمن يطيب له اللقاء !!

أنا أعرف أن هنالك العديد من الفنانين الراقيين أمثال كاظم الساهر وماجدة الرومي على الساحة اليوم ..لكن كم نسبتهم من هذه الزحمة الإعلامية يا ترى؟

وسؤالي الأخير أعزائي..ترى من له مصلحةٌُ باحتلالنا ثقافياً وفنياً وحضارياً وشلنا فكرياً وجسدياً لتنفيذ مآربه ؟ فمعظمهن يوحين بالزنا ويؤسفني أن بيوتنا صارت غرفاً تحوي الدعارة دون قصد ، فالدعارة ليست مجرد سرير يهتز لاثنين لانه أضحى في زماننا اخطر بكثير ، فاحذروا ذاك العدو المتقهقه الضاحك من خلف الكواليس والأضواء !!

ولا حول ولا قوة الا بالله

__________________